لا أدري من أين أبدأ حديثي خوفاً أن يزل لساني فيخطئ الطريق السليم للوصول إليك
يا زوجة ابني .. أنت زوجة ابني إذا أنا أم … أنجبتُ مثل أمك التي أنجبتك فاعتبري حديثي هذا على لسان والدتُك لا حرمك الله منها فاسمعيه مني واقبليه فلا تنسي أني أم . لقد زوجتك ابني الذي هو أغلى ما أملك .. ولم أبعك إياه .. نعم ربما اعتقدت أنكِ اشتريْته ولم تتزوجيه حتى تتصرفي معي هذه التصرفات التي في اعتقادي أنها تزيل أي أثر للمودة بيننا …
يا زوجة ابني … تذكري وأنت تُعاملين أُُم زوجك أنك في يوم من الأيام ستصبحين أُُماً ، وابنُكِ هذا سيصْبِـحُ زوجا ستكون له زوجة ، فما ترجينه منها وما تطمحين إليه منها أن تفعله معك فافعليه معي ، ولا تنسي أن الدنيا دوارة تدور على أهلها … وما فعلْتِه اليوم ستجدينهُ غداً .
يا زوجة ابني .. شيء أكيد أنك لا ترضين لزوجة أخيك أن تعامل أمك معاملة سيئة أو ترد عليها بألفاظ نابية حتى وإن كانت مخطئة بل ولا ُتحقرها ولا تُهينها ولعلك تلتمسن لأمك أعذاراً وأعذاراً .. إن كانت مخطئة أفلا تلتمسين العُذر لأم زوجك كذلك !! أنا لا أقول لك لا أخطئ بل ربما أخطئ عليك أكثر من خطأك عليَ وتذكري دائما أننا كلنا بشر يخطئ ويصيب .. تأكدي يا زوجة ابني أن سعادتي هي سعادة ابني .
ِلَم تغضبين إذا رأيته يدخل عليَّ كل يوم .. هل كثير عليَّ أن أرى ابني يزورني كل يوم عشر دقائق ؟ هل تعيق هذه العشر أعمالك وزياراتك ؟ .. أفلا ترغبين من ابنك غدا أن يزورك كل يوم ؟؟! أراك تثورين عندما يُثلج صدري بهدية بسيطة لا تساوي شيئاً ولكنها في قلبي تعني الكثير ألا تفرحين حين تصلُ الهدية لأمك من زوجة أخيك ..؟ أليس هو ابني ؟ ثم ما يضُرِّك لو دخلت معه بتلك الهدية وابتسمت لي ابتسامة على الأقل اشعر من خلالها بالمودة تجاهك ..ألم تقرئي حديث رسولنا صلى الله عليه و سلم وأنت المتعلمة الواعية المثقفة (( تهادوا تحابوا )) ؟
أم كنت تحسبين الهدايا بين الأصدقاء فقط ، تلك الهدية التي تزيل بعضاً من رواسب الحياة التي تكدست على قلوبنا وتربع عليها الشيطان أعاذنا الله منه . ما يضرك يا زوجة ابني إن تلفظت أحيانا عليك أو علقت عليك بطريقة غير مباشرة رغما عني ، ما يضرك يا زوجة ابني لو صممت عنها وكأنك لم تسمعيها وقابلت الإساءة بالإحسان وتحملتني لأني أم زوجك وتغاضيت عن خطأي فلربما تدفعيني إلى الخجل بعفوك وصفحك ، وإن لم أتذكر لك هذا الفعل الآن فلا بد أن تأتي ساعة أتذكره فيها فأحاول جاهدة احترامك .. ألم يقولوا الصمتُ حكمة وإن لم استطع أنا أن أصمت فاصمتي أنت ومحتسبة للأجر واعلمي أننا لو تسلحنا بالحكمة جميعاً لما تملكنا الشيطان بتدابيره ولأخذنا عله جريانه في عروقنا وهاجمناه بإيماننا بإذن الله .
هذه كلمات أخرجتها من قلبي لتصل إلى قلبك ويتدبرها فهمك فما وجدت فيها من صواب فخذيه وما وجدت فيها من خطأ فتغاضي عنه وجُزيت خير الجزاء . وتذكري قول الشاعر :
إذا أنت لم تزرع وألفيت حاصداُ ندمت على التفريط في زمن البذر